سُـــقيتُ الوُردَ والصّدرا *** بلثمي الوَردَ والصّدرا
لأُطفي نارَ أشواقـــــــــــي *** وَأروي بلقَــــعاً قَفـــرا
أَزالـــــتْ قَمـــطَرَ النَّهــــــدِ*** وَلم تُبقي لها سِـــــــــــترا
كَـهيمٍ عِنــدَ واحــاتٍ *** رَشفتُ تِلاعَها يُســرا
قُئبتُ بِشُربِ مَنهَلِـــــــــــــها *** كَريمٍ،ضيفُهُ يُقرى
لِساني طافَ لُعـــــــــــــوَتها *** يَجولُ اليمنَ واليُســـــــرى
شِفاهي في سَوامِقِـــــــــها *** كَلطّاعٍ أتى جُـــــزرا
أَرومُ لـِــــــمـلئِـها قُـــــــبَلاً *** أَمورُ بثَديها مَــــــــــورا
وأعلو في فيافيــــــــــــــــها *** وأسفف تارة أخـــرى
لأدنو قرب ينبــــــــــــــــوعٍ *** وأفعل فعلة كبـــــرى
فديت الطعم في فيــها *** شفاءٌ بالشفا الحـــمرا
وأبلــــج زاده حسنـــــاً *** سويداتُ الصبا نزرا
قضـيـنـا أجمل اللحــــــظِ *** بأيامٍ غدت ذكـرى
وذكـــراكِ لها ذكرى *** زهورٌ تنشر العطـرا
تهاوت في الهوى رسماً *** تهادت في الهــوا سرا
وتزكو عند شكواهـا *** تبث أريجها فجــــــرا
وتوقن أنَّ منهلـــــــــــــــــها *** يسيح من الندى قطرا
نسيم الفجـر مُنســاباً *** على الأوراق قد مرا
يراقص في صباحـات ٍ *** أفانين الشذى الخضرا
فحيَّـتـــهُ بقبــــــــــــــلاتٍ *** تفوح العرف والنشرا
ونَسرينٌ يضـــــــــــوع بها *** وكان رغامها تبرا
وغنَّت في نواديـــــــــــها *** عصافير الشدى تــترا
بأروع نغمة صدحـــت *** فلا كرهاً ولا إصـرا
بأحلى اللحن مغناهــــــا *** تتوق لنيلها أمــــــــــــــرا
تُهني الشمس في المطلعْ *** تواسي النجم والبدرا
فراشات لقد زفّــــــت *** إلى أغصانها البشـرى
بأنَّ ربيعـــــــــــــــها قادمْ *** ويتلو آيـــــــــهُ سحـــــــــــــــرا
تمنّي النفس أن تبقـــــــــى *** معاً كي تسمع الذكـرا
فطارت نحو روضتـــها *** وراحت تلثم الزهــــرا
رحيقُ الوردِ مكتنعٌ *** ليملئ قلبها فخــــــــــــــــــرا
حمائمُ بهجةٍ ضحكت *** تناست حزنها المُـــــــــــرّا
جناحُ الشـــوقِ علاهـــــــــا *** وصلّت في الفضا قسرا
عَنِ العُشّاقِ أيـــــنَ هُمو؟ *** تُراقبُ عينُها الحيــــــرى
سلام الحب توصلـــــــــــه *** وتفرش جنحها جســرا
عسى الأيامُ تجمــــــــــعنا *** ولا تُبدي لنا شــــــــرا
وحاوحُ خافقٍ سُمِـعَــــتْ *** لـتـُنـفِـدَ بعدهـــــــا الصـبرا
متـــــى يا حـــــــبُ لقيانا؟ *** فكان جوابه الحشــــرا
بنــــــورٍ سوف تلقاهــــــــا *** وطُهرٌ يحضنُ الطُهــــــــرا
فدنياكم بلا صــدقٍ *** وحلمٌ ضيّعَ العمـــــــــرا
رددت بأن نجـــــــــــــواها *** يجدد همـــــــسها الدهرا
يَنــِـزُ الجرح في قلــــــــبي *** كفاهقــــــةٍ أتت غدرا
ويبـقى طيفــــــها الساجي *** بعمـــــق القلب لا يبــــرا
وداعاً يا أحبائــــــــــــــــــــي *** لتعلو رايــــةً صـــــــفرا
فروحي بعدكم وُئِدَتْ *** وجسمي قد غدا قبــرا
رجامُ الحبِ في عيــــني *** ودمعي والدما هـــــــــــــــدرا
وداعاً يا أحبائــــــــــــــــــــي *** وداع الماء للمجــــــــــــــــــرى
أودُّ الصفــــــــــــح عن حبي *** وأرجـو منكم العـــــذرا
كلمـــــــــــــــات..
أحمد كاظم خضير
النهر الثالث في العراق
لأُطفي نارَ أشواقـــــــــــي *** وَأروي بلقَــــعاً قَفـــرا
أَزالـــــتْ قَمـــطَرَ النَّهــــــدِ*** وَلم تُبقي لها سِـــــــــــترا
كَـهيمٍ عِنــدَ واحــاتٍ *** رَشفتُ تِلاعَها يُســرا
قُئبتُ بِشُربِ مَنهَلِـــــــــــــها *** كَريمٍ،ضيفُهُ يُقرى
لِساني طافَ لُعـــــــــــــوَتها *** يَجولُ اليمنَ واليُســـــــرى
شِفاهي في سَوامِقِـــــــــها *** كَلطّاعٍ أتى جُـــــزرا
أَرومُ لـِــــــمـلئِـها قُـــــــبَلاً *** أَمورُ بثَديها مَــــــــــورا
وأعلو في فيافيــــــــــــــــها *** وأسفف تارة أخـــرى
لأدنو قرب ينبــــــــــــــــوعٍ *** وأفعل فعلة كبـــــرى
فديت الطعم في فيــها *** شفاءٌ بالشفا الحـــمرا
وأبلــــج زاده حسنـــــاً *** سويداتُ الصبا نزرا
قضـيـنـا أجمل اللحــــــظِ *** بأيامٍ غدت ذكـرى
وذكـــراكِ لها ذكرى *** زهورٌ تنشر العطـرا
تهاوت في الهوى رسماً *** تهادت في الهــوا سرا
وتزكو عند شكواهـا *** تبث أريجها فجــــــرا
وتوقن أنَّ منهلـــــــــــــــــها *** يسيح من الندى قطرا
نسيم الفجـر مُنســاباً *** على الأوراق قد مرا
يراقص في صباحـات ٍ *** أفانين الشذى الخضرا
فحيَّـتـــهُ بقبــــــــــــــلاتٍ *** تفوح العرف والنشرا
ونَسرينٌ يضـــــــــــوع بها *** وكان رغامها تبرا
وغنَّت في نواديـــــــــــها *** عصافير الشدى تــترا
بأروع نغمة صدحـــت *** فلا كرهاً ولا إصـرا
بأحلى اللحن مغناهــــــا *** تتوق لنيلها أمــــــــــــــرا
تُهني الشمس في المطلعْ *** تواسي النجم والبدرا
فراشات لقد زفّــــــت *** إلى أغصانها البشـرى
بأنَّ ربيعـــــــــــــــها قادمْ *** ويتلو آيـــــــــهُ سحـــــــــــــــرا
تمنّي النفس أن تبقـــــــــى *** معاً كي تسمع الذكـرا
فطارت نحو روضتـــها *** وراحت تلثم الزهــــرا
رحيقُ الوردِ مكتنعٌ *** ليملئ قلبها فخــــــــــــــــــرا
حمائمُ بهجةٍ ضحكت *** تناست حزنها المُـــــــــــرّا
جناحُ الشـــوقِ علاهـــــــــا *** وصلّت في الفضا قسرا
عَنِ العُشّاقِ أيـــــنَ هُمو؟ *** تُراقبُ عينُها الحيــــــرى
سلام الحب توصلـــــــــــه *** وتفرش جنحها جســرا
عسى الأيامُ تجمــــــــــعنا *** ولا تُبدي لنا شــــــــرا
وحاوحُ خافقٍ سُمِـعَــــتْ *** لـتـُنـفِـدَ بعدهـــــــا الصـبرا
متـــــى يا حـــــــبُ لقيانا؟ *** فكان جوابه الحشــــرا
بنــــــورٍ سوف تلقاهــــــــا *** وطُهرٌ يحضنُ الطُهــــــــرا
فدنياكم بلا صــدقٍ *** وحلمٌ ضيّعَ العمـــــــــرا
رددت بأن نجـــــــــــــواها *** يجدد همـــــــسها الدهرا
يَنــِـزُ الجرح في قلــــــــبي *** كفاهقــــــةٍ أتت غدرا
ويبـقى طيفــــــها الساجي *** بعمـــــق القلب لا يبــــرا
وداعاً يا أحبائــــــــــــــــــــي *** لتعلو رايــــةً صـــــــفرا
فروحي بعدكم وُئِدَتْ *** وجسمي قد غدا قبــرا
رجامُ الحبِ في عيــــني *** ودمعي والدما هـــــــــــــــدرا
وداعاً يا أحبائــــــــــــــــــــي *** وداع الماء للمجــــــــــــــــــرى
أودُّ الصفــــــــــــح عن حبي *** وأرجـو منكم العـــــذرا
كلمـــــــــــــــات..
أحمد كاظم خضير
النهر الثالث في العراق